صورة معكوسة
في يوم من الأيام المقدسة، حيث الحانة العلانية مقفولة، تصادفا أحمد و محماد عند( ولد الهندية) صاحب الحانة السرية، حاول محماد أن يراوغ أحمد و قد كان مختلسا وراء الظلمة الدامسة خاجلا من نفسه يتصبب عرقا، لكن أحمد اكتسح خلوة محماد بفضول زائد، بعد تحية استخفافية، حاول أن يقنعه، ناصحا إياه بأن يتراجع عن زلته و أن يعود إلى جادة الصواب وأن يقلع عن هذا الفعل الدنيء..لكنه تحداه بروح مدمنة دون أن ينبس ببنت شفة، و طرق باب الحانة السرية المكتوب عليها( ممنوع الدقان) . دق بنوع من الحياء كتلميذ مهذب.. قضى حاجته و اختفى مسرعا كوميض البرق وراء سواد آخر الليل...بعده التفت الناصح يمينا و شمالا حيث لا أحد و تقدم بدوره هو الآخر مهرولا نحو الباب المذكور، طرقه مرتبكا، سمع صوتا همجيا كدوي الرعد يرد عليه من الداخل بكلام خاسر، يخبره بأن البضاعة قد نفذت ... بندم شديد، صفع خده، و بجنون زائد أدار مقود الدراجة الهوائية نحو بيت صاحبه لعله يدرك و لوآخر قطرة متبقية من ماء الحياة !
اليوسفية: مارس 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق